مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/15/2021 08:30:00 ص

مفهوم الوسواس القهري وكيفية التعامل مع المصاب به


مفهوم الوسواس القهري وكيفية التعامل مع المصاب به
مفهوم الوسواس القهري وكيفية التعامل مع المصاب به


 الوسواس القهري مشكلة تواجه أي إنسان مهما كان محصناً ، وتسيطر عليه أفكار وتوجه سلوكياته قهرياً ، دعونا نتعرف أكثر عن هذا المرض .

تخيل شخصاً تسيطر عليه أفكاراً معينة وتوجه سلوكياته، فيستمع إلى كلامها ليرتاح، ولا يستطيع الخروج من هذه الدائرة، فتستحوذ عليه بشكل تام ويصبح أسيراً لأفكاره و لوساوسه.

و هذا الإستحواذ يمر بمراحل هي :

فكرة غير مرضية: 

كفكرة إصابة محيطه بمرض معين ويبدأ هنا بدوامة أكبر ويحاول أن يتجنب هذا المرض. فليجأ إلى التفسير و الحلول تتحول إلى مرض نفسي.

التفسير القاسي:

تفسير قاسي للفكرة التي استنتجها  ، فمثلاً السبب في نقل المرض للأشخاص الذين يخاف عليهم و يحبهم  هو عدم غسل يديه.

فالفكرة وتفسيرها سيخلقان توتر وقلق كبيرين،  ولأنَّ القلق ليس مريحاً ، فيقرر الشخص أن يتصرف بطريقة تجعله يوقن بأنَّ الفكرة لن تتحقق، فالذي يقوم به كرد فعل سيخفف التوتر والقلق لكن لفترة قصيرة، فهذه الأفكار وتفسيراتها لا ولن ينتهوا أبداً، وستتكرر مرة ثانية وثالثة، وستبقى جزء أساسي من العالم لديه .

الوسواس القهري مرض سلوكي

أي تجعل الشخص يقوم بأفعال معينة لا يستطيع الإمتناع عنها، والسلوكيات المقصودة لها أشكال كثيرة، ممكن أن يكون المريض يخاف من التلوث وإنتشار الأوساخ، فهذا يترجم لسلوكيات تظهر بغسل اليدين بشكل كبير جداً، وممكن أن يكون لديه هوس من ناحية الترتيب والنظافة.

فمريض الوسواس القهري يقوم بإضاعة وقته بتكرار أفعال معينة، وهذا يسبب أذى معنوياً ومادياً، كما أن بعض الأفعال تضره بدنياً، 

كيف يتعامل مريض الوسواس القهري مع مرضه؟

هناك أربع خطوات إن التزم بهم ستجعل حياته أسهل:

  1. وهي التمييز بين الأفكار المستحوذة والقهرية وأفكار الحياة الطبيعية.
     فلنفترض أن تقوم بدور المراقب المحايد لنفسك، وعندما تسيطر عليك فكرة ما، تقول لنفسك إنَّها وسواس قهري، فتلجأ إلى مخاطبة نفسك وتقوم بتسمية سيطرة هذه الأفكار ووصفها، فهذا سيساعدك على تجاوز الوسواس القهري والتخفيف من حدته.

  2. النسب: أي أن تحد نسب الإلحاح لمكانه الحقيقي، فهي مجرد حالة مرضية، فلا تنسب السبب لنفسك، فهذه نقطة أساسية في العلاج، فعندما تشعر بالأعراض قل إنني لست السبب في تصدير هذا الشعور، فهذا مرض الوسواس القهري، وأفكاره ليست لها قواعد مادية، فهي مجرد إشارات مزيفة يصدرها المخ تجعلني أشعر هكذا، وعندما تقنع نفسك بذلك مع الوقت لن تأخذ هذه الإلحاحات بصورة جدية، فإعادة النسب تساعدك على تجاوز الطقوس التي تقوم بها من أجل الراحة.

  3. من أجل مساعدة نفسك على تجاوز الوسواس القهري فأنت محتاج للتركيز: فكر أنَّ الطبيب الجراح يقوم بغسل يديه قبل عملية جراحية، فالجراح ليس بحاجة لساعة معينة ليتوقف عن التغسيل، فيأتيه مجرد شعور بأنَّه قد تم التنظيف، لكن المصابين بالوسواس القهري لا يحصلون على نفس الشعور، فتعامل مع نفسك منذ البداية وكأنَّ الطيار الآلي لديك قد تعطل، فأنت محتاج للتدخل في نفسك لتنتقل من السلوك لسلوك آخر .

  4. فكرة الربع ساعة: عندما تأتيك فكرة قهرية، قل لنفسك أنَّه بعد ربع ساعة سأقوم بها، فاصنع فاصل زمني بين الشعور بإلزامية الفعل وبين القيام به، لأن الإلحاح سيكون قوي جداً فيمكنك التقليل من مدة الإنتظار، اجعلها بدايةً خمس دقائق على سبيل المثال وقم بزيادة الوقت قليلاً تدريجياً.
    مع الوقت والتدريب سيقل هذا الإلحاح ويتغير، وإن لم تنجح مئة في المئة لكن بتطبيقك لها ستشعر بالقوة، خاصةً مع الشعور بأنَّك ضحية هذه الأفكار لسنوات عديدة تحدد لك السلوك الذي تقوم به.

وبهذا أكون قد أعطيتك مفهوم عام عن الوسواس القهري ، وطرق التعامل معه للتخفيف من حدته ، إذا أعجبك المقال أرجو التفاعل ونشره أكثر ليصل لأوسع دائرة من القراء . دمتم بخير و صحة و عافية

✍🏻 جمال نفاع


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.